Index   Back Top Print

[ AR  - DE  - EN  - ES  - FR  - IT  - PL  - PT  - SL  - ZH_CN  - ZH_TW ]

LETTER OF HIS HOLINESS POPE FRANCIS
TO PRIESTS
ON THE 160th ANNIVERSARY OF THE DEATH
OF THE CURÉ OF ARS, ST JOHN VIANNEY 

 

إلى إخوتي الكهنة.

أيّها الإخوة الأعزّاء،

يصادف اليوم الذكرى المئة والستّون لوفاة كاهن رعية آرس القدّيس الذي قدّمه بيوس الحادي عشر كشفيع لجميع كهنة العالم[1]. أودّ أن أكتب، يوم عيده، هذه الرسالة، ليس فقط لكهنة الرعايا ولكن أيضًا لكم جميعًا أيها الإخوة الكهنة الذين، "تتركون كلّ شيء"، بدون ضجيج، كي تلتزموا بالحياة اليوميّة في جماعاتكم. لكم جميعًا أنتم الذين، مثل كاهن آرس، تعملون في "الخندق"، تحملون على عاتقكم ثقل الحياة اليوميّة والحرارة (را. متى 20، 12)، وإذ تتعرّضون لعدد لا يحصى من المواقف، "تُضحّون" يوميًّا ودون الاهتمام بأنفسكم، كيما تعتنوا بشعب الله وترافقوه. إنني أتوجّه لكلّ واحد منكم، أنتم الذين غالبًا ما، دون أن يلاحظ أحد وبكلّ تضحية، في التعب أو الكدّ أو المرض أو الضيق، تتحمّلون مسؤوليّة الرسالة كخدمة لله وشعبه، حتى مع كلّ صعوبات الطريق، وتكتبون أجمل صفحات الحياة الكهنوتية.

لقد أعربت منذ بعض الوقت للأساقفة الإيطاليّين، عن قلقي حيال شعور كهنتنا في الكثير من المناطق، بأنهم موضع سخرية و"ملامون" على جرائم لم يرتكبوها، وقلت لهم أنهم بحاجة إلى أن يجدوا في أساقفتهم صورة الأخ الأكبر والأب الذي يشجّعهم في هذه الأوقات الصعبة، ويحفّزهم ويساندهم في الطريق[2].

وكأخ أكبر وكأب أودّ أنا أيضًا أن أكون قريبًا، كي أشكركم أوّلًا باسم شعب الله المؤمن على كلّ ما تلقّاه منكم وأشجعكم بدوري على تجديد الكلمات التي قالها الربّ لنا بكلّ حنان يوم سيامتنا الكهنوتية والتي هي مصدر فرحنا: "لا أدعوكم خَدَمًا... دَعَوتُكم أحبّائي" (يو 15، 15)[3].

 

ألم

"إِنّي قد رَأَيتُ مذَلَّةَ شَعْبي" (خر 3، 7).

لقد سمعنا مؤخّرًا وبمزيد من الوضوح صراخ إخوتنا -الذي غالبًا ما يكون صامتًا أو مُسكَتًا-، ضحايا سوء استخدام السلطة، وانتهاك الضمير، والاعتداء الجنسيّ، من قِبَلِ كهنة أو أساقفة. إنه بلا شكّ وقتُ معاناة في حياة الضحايا الذين عانوا من مختلف أنواع التعديات؛ ومعاناة لعائلاتهم أيضًا ولشعب الله بأسره.

كما تعلمون، نحن ملتزمون بحزم في إنجاز الإصلاحات اللازمة كيما نُطلِق، من الجذور، ثقافة قائمة على الاهتمام الرعوي، حتى لا تجد ثقافة التعدّي مجالًا لها للتطوّر، أو حتى للاستمرار. إنها ليست مهمّة سهلة وتتطلّب، في المدى القصير، التزامَ الجميع. إذا كان الإغفال في الماضي قد تحوّل إلى شكل من أشكال التعاطي مع المشكلة، فنحن نريد اليوم أن تصبح التوبة والشفافية والإخلاص والتضامن مع الضحايا طريقتنا في صنع التاريخ، وأن تساعدنا على أن نكون أكثر تنبّهًا إزاء كافّة المعاناة البشريّة[4].  

هذا الألم ليس غريبًا أيضًا عن الكهنة. وقد استنتجت ذلك أثناء الزيارات الرعوية المختلفة التي قمت بها في أبرشيتي وفي غيرها، حيث أتيحت لي الفرصة لعقد اجتماعات شخصيّة وأحاديث مع الكهنة. وقد أعرب الكثير منهم عن غضبهم إزاء ما حدث، وكذلك عن بعض العجز، لأنه بالإضافة إلى "تعب تفانيهم، فقد عانوا من الضرر الناجم عن الشكّ والتساؤل، اللذان يُسبّبان عند البعض أو الكثيرين الريب والخوف وانعدام الثقة"[5]. وكثيرة هي رسائل الكهنة الذين يشاطرون الشعور نفسه. من ناحية أخرى، من المعزّي أن نجد كهنة، عندما يرون ويدركون معاناة الضحايا ومعاناة شعب الله، يتحرّكون ويبحثون عن كلمات ومسارات رجاء.

دون أن ننكر الأضرار التي سبّبها بعض إخواننا أو أن ننفيها، يكون من الظلم عدم الاعتراف بالكثير من الكهنة الذين، يقدّمون باستمرار، وبكلّ أمانة، كلّ ما هم عليه من أجل خير الآخرين (را. 2 قور 12، 15) ويمضون قدما بأبوّة روحيّة قادرة على البكاء مع الذين يبكون؛ هناك عدد لا يحصى من الكهنة الذين يجعلون من حياتهم عمل رحمة في مناطق أو في أوضاع غالبًا ما تكون غير مضيافة أو بعيدة أو مهجورة، حتى على حساب حياتهم الخاصّة. إنني أدرك وأقدّر مثالكم الشجاع والمستمرّ الذي يُظهِر لنا في المحن والخزي والألم، كيف تستمرّون في المجازفة بفرح من أجل الإنجيل[6].

أنا مقتنع بأنه طالما أننا مخلصون لإرادة الله، فإن أوقات التنقية الكنسيّة التي نعيشها سوف تجعلنا أكثر سعادة وبساطة، وستكون مثمرة للغاية في المستقبل غير البعيد. «لا نفقدنّ شجاعتنا! إن الربّ ينقّي الآن عروسه ويجعلنا نعود جميعًا إليه. يسمح بأن نختبر المحن كي نفهم أننا غبار بدونه. إنه ينقذنا من النفاق وروحانيّة المظاهر. هو ينفخ روحه كي يعيد الجمال إلى عروسه التي وقعت في الزنا الفاضح. من المفيد لنا أن نقرأ اليوم الفصل السادس عشر من سفر حزقيال. إنه قصّة الكنيسة. يمكن لبعضنا أن يقول، إنها قصّتي. ولكنك في النهاية، عبر خزيك، ستبقى راعيًا. إن توبتنا المتواضعة، التي تبقى صامتة، بدموعها إزاء وحشيّة الخطيئة وأمام عظمة مغفرة الله اللامحدودة، هذه التوبة المتواضعة، هي بداية قداستنا"[7].

 

امتنان

"لا أَكُفُّ عن شُكرِ اللهِ في أَمْرِكم" (أف 1، 16).

 

إن الدعوة هي استجابة لنداء مجّاني من قِبَلِ الربّ أكثر منه خيارًا قمنا به. وجميل أن نعود مرارًا وتكرارًا إلى تلك النصوص الإنجيلية حيث نرى يسوع يصلّي، ويختار ويدعو "كَي يَصحَبوه، فيُرسِلُهم يُبَشِّرون" (مر 3، 14).

أودّ أن أذكر هنا معلّمًا عظيمًا للحياة الكهنوتيّة في بلدي الأمّ، الأب لوسيو جيرا، الذي تحدّث إلى مجموعة من الكهنة في زمن كثرت فيه المحن في أمريكا اللاتينية، وقال لهم: "علينا أن نرجع دائمًا، ولكن خصوصًا أثناء المحن، إلى تلك اللحظات المنيرة التي اختبرنا فيها دعوة الربّ لتكريس كلّ حياتنا لخدمته". هذا ما أحبّ أن أسمّيه "تثنية ذكرى الدعوة" التي تسمح لنا بالعودة "إلى تلك اللحظة المتوهّجة التي لمستني فيها نعمة الله في بداية الطريق، فمن هذه الشرارة أستطيع أن أُشعِل "النار" اليوم، وكلّ يوم، وآتي بالدفء والنور لإخوتي وأخواتي. ومن هذه الشرارة نشعل الفرح المتواضع، الفرح الذي لا يسيء إلى الألم واليأس، الفرح الصالح والهادئ"[8].

لقد قلنا يومًا ما كلمة "نعم" التي وُلِدَت ونشأت في جماعة مسيحيّة، على يد هؤلاء "القدّيسين الذين يعيشون بجوارنا"[9] والذين أظهروا لنا عبر إيمان بسيط أن الأمر يستحقّ منح كلّ شيء للربّ ولملكوته. "نعم" كان وسيظل مفعوله ذات تفوّق لا يمكن تصوره، غالبًا ما لا نقدر أن نتصوّر كلّ الخير الذي كان وما زال قادرًا على فعله. كم هو جميل عندما يحيط ويزور الكاهنَ المسنّ الصغارُ –وقد صاروا بالغين- الذين عمّدهم في بداياته، وهم ممتنّون، يأتون ليعرّفوه بالعائلة! حينها نكتشف أننا قد مسحنا بالدهن كي نمسح، ومسحة الله لن تخيب أبدًا وتجعلني أقول مع الرسول: "لا أَكُفُّ عن شُكرِ اللهِ في أَمْرِكم" (أف 1، 16) وفي أمر كلّ الخير الذي صنعتموه.

في أوقات المحنة، والهشاشة، كما في أوقات الضعف وحين تظهر قيودنا، عندما تكون "أسوأ التجارب هي أن نجترّ فشلنا"[10]وقد أضعنا منظورنا وتمييزنا وشجاعتنا، من المهمّ في تلك اللحظات –لا بل أقول إنه من الحاسم- ليس فقط عدم فقدان ذكرى الامتنان على مرور الربّ في حياتنا، وذكرى نظراته الرحيمة التي دعتنا إلى المخاطرة بأنفسنا من أجله ومن أجل شعبه، ولكن أيضًا أن نتحلّى بالشجاعة على المثابرة ونصوغ، مع كاتب المزامير، نشيدَ تسبيح خاصّ لأن "للأبد رحمته" (مز 135).

إن الامتنان يشكّل دائمًا "سلاحًا قويًّا". فنحن نسمح للروح بأن يمنحنا هذا الهواء النقي القادر على تجديد حياتنا ورسالتنا (وليس ترقيعها)، فقط إذا استطعنا أن نتأمّل ونشكر بشكل ملموس كلّ أعمال المحبّة والكرم والتضامن والثقة، وكذلك التسامح والصبر والقدرة على التحمل والرحمة إزاء الذين يعاملوننا بالسوء. لنسمح، على غرار بطرس يوم حدث "الصيد المعجزة"، بأن يوقظ فينا اكتشافُنا لعظمة الخير الذي نلناه، القدرةَ على التساؤل والامتنان التي تقودنا إلى القول: "ابتعد عني يا رب، لأنني خاطئ" (لو 5، 8)، ونسمع مرّة أخرى من فم الربّ دعوته: "لا تَخَفْ! سَتَكونُ بَعدَ اليَومِ لِلبَشَرِ صَيَّادًا" (لو 5، 10)؛ لأن "للأبد رحمته" (مز 135). 

أيّها الإخوة، شكرًا لكم على إخلاصكم للالتزامات التي تعهّدتم بها. من المهمّ حقًّا وجود أشخاص، في مجتمع وثقافة حوّلتا "ما يتبخّر" إلى قيمة، يراهنون ويسعون إلى حمل مسؤوليّة التزامات تتطلّب بذل الحياة بالكامل. أي نحن نقول بشكل جوهريّ إننا ما زلنا نؤمن بالله الذي لم يخن عهده أبدًا، حتى عندما خناه مرّات لا تحصى. وهذا يدعونا لإكرام أمانة الله الذي لا يتوقّف عن منح ثقته وعن الإيمان والرهان على الرغم من حدودنا وآثامنا، ويدعونا إلى أن نفعل الشيء نفسه. مدركين أننا نحمل كنزًا في آنية من خزف (را. 2 قور 4، 7)، نحن نعلم أن الربّ ينتصر في الضعف (را. 2 قور 12، 9)، ولا يتوقّف عن مساندتنا ودعوتنا، مانحًا إيّانا مائةَ ضعف (را. مر 10، 29- 30) لأن "للأبد رحمته".

شكرًا على الفرح الذي عرفتم كيف تبذلون حياتكم فيه، مظهرين قلبًا ناضل على مرّ السنين ويناضل كيلا يصبح ضيقًا ومريرًا، بل يتّسع يوميًا بمحبّة الله وشعبه؛ قلب، مثل النبيذ الجيّد، لم يفسده الوقت، ولكن أعطاه جودة تزداد روعة مع الوقت؛ لأن "للأبد رحمته".

أشكركم على سعيكم إلى تقوية أواصر الأخوّة والصداقة في الكنيسة، ومع الأسقف، داعمين بعضكم البعض، ومعتنين بالمريض، وباحثين عمّن انعزل، ومشجّعين حكمة المسنّ ومستقيين منها، ومتقاسمين الخيرات، ومدركين كيف تضحكون وتبكون معًا. كم هي ضروريّة هذه المساحات! وحتى أنكم بقيتم ثابتين ومثابرين عندما تحمّلتم مسؤولية رسالة صعبة أو دفعتم أحد الإخوة إلى تحمّل مسؤوليّاته؛ لأن "للأبد رحمته". 

أشكركم على شهادة المثابرة و"الجَلَد" في عملكم الرعوي الذي غالبًا ما يقودنا، مدفوعين بصدق الكاهن[11]، إلى النضال مع الربّ في الصلاة، مثل موسى في تلك الشفاعة الشجاعة والمحفوفة بالمخاطر من أجل الشعب (را. عدد 14، 13- 19؛ خر 32، 30- 32؛ تث 9، 18- 21)؛ لأن "للأبد رحمته".

أشكركم على الاحتفال بالقدّاس الإلهيّ يوميًّا وعلى كونكم رعاة رحيمين في سرّ المصالحة، دون أي تشدّد أو تساهل، إذ تأخذون على عاتقكم الأشخاص وترافقونهم في درب التوبة إلى حياة جديدة يمنحها الربّ لنا جميعًا. نحن نعلم أنه من خلال خطوات الرحمة، يمكننا الوصول إلى أدنى حالتنا البشرية -الهشاشة والخطايا- ونختبر في نفس الوقت، أعلى درجات الكمال الإلهي: "كونوا رحماء كما أن أباكم السماوي هو رحيم"[12]. وبالتالي "القدرة على تدفئة قلوب الناس، ومرافقتهم في الليل، وإقامة حوار وحتى النزول في ليلهم وظلامهم دون أن تضيعوا"[13]؛ لأن "للأبد رحمته".

أشكركم لأنكم تمسحون الجميع وتبشرونهم بإنجيل يسوع المسيح بكلّ حماس، "بِوَقْته وبِغَيرِ وَقتِه" (را. طيم 2 4، 2)، مميّزين قلب جماعتكم، "كي تبحثوا أين هي حيّةٌ وشغوفة الرغبةُ في الله وأين هو ذاك الحوار، الذي كان شغوفًا، فخُنق أو لم يستطع أن يأتي بثمر"[14]؛ لأن "للأبد رحمته".

شكرًا على كلّ مرّة، تحرّكت فيكم أحشاؤكم، وعانقتم الذين سقطوا، واعتنيتم بجراحهم ودفأتم قلوبهم، مظهرين الحنان والرحمة مثل السامريّ في المثل (را. لو 10، 25- 37). فما من شيء مُلِحّ مثل هذا: التقارب، القرب، أن نكون قريبين من جسد أخينا المتألم. وكم أن مثل الكاهن الذي يقترب من جراح إخوته ولا يهرب منها، هو فعّال![15] فهو انعكاس لقلب الراعي الذي تعلّم الحسّ الروحي لأن يكون واحدًا مع شعبه[16]؛ والذي لا ينسى أنه منه خرج وأنه لن يتمكّن من إيجاد وشرح هويّته الأنقى والأكمل إلّا عبر خدمته له. الهوية التي تسمح له بتبنّي أسلوب حياة متقشّف وبسيط، رافضًا الامتيازات التي لا علاقة لها بالإنجيل؛ لأن "للأبد ِرَحمَتَه".

أشكركم أيضًا على قداسة شعب الله المؤمن الذي نحن مدعوّون لنرعاه، والذي من خلاله، يرعانا الربّ أيضًا ويعتني بنا عبر هبة التأمّل بهذا الشعب "في الآباء الذين يربّون أبناءهم بمحبّة كبيرة، وفي أولئك الرجال والنساء الذين يعملون ليحملوا الخبز إلى البيت، وفي المرضى والراهبات المُسنَّات اللواتي لا تفارق الابتسامة ثغورهن. في هذه المثابرة للمضي قُدمًا يومًا بعد يوم أرى قداسة الكنيسة المُجاهدة"[17]. لنرفع الشكران على كلّ واحد منهم ولنتمثّل ونتشجّع بالمثل الذي يعطونه. لأن "للأبد رحمته".

 

شجاعة

"أريد أن تشعروا بالتشجيع" (را. قول 2، 2).

رغبتي الثانية الكبيرة، المستوحاة من كلمات القدّيس بولس، هي أن أرافقكم في تجديد شجاعتنا الكهنوتية، التي هي قبل كلّ شيء ثمرة عمل الروح القدس في حياتنا. إننا نحتاج جميعًا، إزاء التجارب المؤلمة، إلى الراحة والتشجيع. فالرسالة التي دعينا لعيشها لا تعني أننا في مأمن من المعاناة والألم وحتى سوء الفهم[18]؛ لا بل علينا أن نواجهها وأن نتحمّلها كي نسمح للربّ بأن يحوّلها ويجعلنا نتشبّه به أكثر فأكثر. "وأخيرًا، إن غياب اعترافنا الصادق، والبائس والمُصلّي، بمحدوديّتنا، هو الذي يمنع النعمة من العمل فينا بشكل أفضل، إذ إنّه لا يترك لها فسحة لكي تولِّد ذاك الخير الممكن الذي يندمج في مسيرة نموّ صادقة وحقيقيّة"[19]

"التحليل" الجيّد لمعرفة كيف هو قلبنا ككهنة إنما هو أن نسأل أنفسنا كيف نتعامل مع الألم. قد نتصرّف في كثير من الأحيان مثل اللاوي أو الكاهن في المثل، اللذان مالا عن الرجل الملقى على الأرض وتجاهلاه (را. لو 10، 31- 32). وآخرون يواجهونه بشكل سيّء أو يجدون ذريعة فكريّة مختبئين وراء مفاهيم شائعة: "هكذا هي الحياة"، "لا يمكن فعل أيّ شيء"، فاتحين المجال للقدريّة والإحباط؛ أو أنهم يواجهونه بنظرة تفضيليّة انتقائيّة لا تولّد إلّا العزلة والاستبعاد. "يكمن في داخلنا، على غرار النبي يونان، الميلَ إلى الهروب لمكان آمن يمكنه أن يحمل عدّة أسماء: الفرديّة، والروحانيّة، والانغلاق في عوالم صغيرة..."[20]، والتي في النهاية، بدل من أن تجعلنا نتأثّر، تنأى بنا عن جراحنا الشخصيّة، وعن جراح الآخرين، وبالتالي، عن جراح يسوع[21].

أودّ أن أشير في هذا السياق نفسه، إلى تصرّف آخر خفيّ وخطير، كما كان يحبّ بيرنانوس أن يقول، والذي هو "أثمن إكسير للشيطان"[22] والأكثر ضررًا لنا نحن الذين نريد أن نخدم الربّ، لأنه يزرع الإحباط واليتم ويؤدّي إلى اليأس[23]. إذا خاب أملنا من الواقع، ومن الكنيسة أو من أنفسنا، قد ندخل في تجربة التمسّك بحزن لذيذ، سمّاه آباء الشرق الخمول. قال الكاردينال توماس سبيدليك: "إذا استولى علينا الحزن بسبب صعوبة الحياة، أو بسبب رفقة الآخرين، أو بسبب وحدتنا [...]، فلأن إيماننا بالعناية الإلهية وبعملها، هو ناقص [...]. الحزن يشلّ شجاعة مواصلة العمل والصلاة، ويجعلنا نفقد الوداد مع مَن يعيش من حولنا. إن الرهبان، الذين يكرّسون وصفًا طويلاً لهذه الرذيلة، يسمّونها أسوأ عدو للحياة الروحيّة"[24].

إننا نعرف هذا الحزن الذي يؤدّي إلى الاعتياد، ويقود تدريجيًا إلى اعتبار الشرّ وظلم الضعيف أمرًا طبيعيًّا مع الهمس الخفيف "لطالما صنعنا هذا". حزنٌ يجعل كلّ محاولات التغيير والتوبة عقيمة، فتنشر الاستياء والعداء. "ليس في ذلك اختيار حياة كريمة ومكتملة، ولا هذا ما يرغبه الله لنا، وليست هذه الحياة في الروح النابع من قلب المسيح القائم من بين الأموات" والتي دعينا إليها[25]. أيّها الإخوة، عندما يهدّد هذا الحزن اللذيذ بالاستيلاء على حياتنا أو مجتمعنا، لنسأل الروح دون خوف أو قلق، ولكن بعزم، أن "ينهضنا مِن تخدّرنا، ويحرّرنا مِن جمودنا! لنتحدَّ إدماننا على اتّباع العادات، ولنفتح أعيننا وآذاننا جيّدًا، وبالأخصّ القلب، كي نسمح لما يحدث من حولنا ولصرخة كلمة القائم من بين الأموات الحيّة والفعّالة بأن تحرّكنا"[26].

اسمحوا لي أن أكرّر ذلك، فنحن جميعًا نحتاج في الأوقات الصعبة إلى عزاء وقوّة الله والإخوة. نحتاج جميعًا إلى كلمات القدّيس بولس القلبيّة هذه إلى جماعاته: "أَسأَلُكم أَلاَّ تَفتُرَ هِمَّتُكم مِنَ المِحَنِ الَّتي أُعانيها مِن أَجلِكُم، فإِنَّها مَجْدٌ لَكم" (أف 3، 13)؛ "أريد أن تشعروا بالتشجيع" (را. قول ٢، ٢)، وأن نتمكّن هكذا من إتمام الرسالة التي يعطينا الربّ كلّ صباح: أن ننقل فرحًا عظيمًا "يَكونُ فَرحَ الشَّعبِ كُلِّه" (لو ٢، ١٠). ولكن، ليس كنظريّة أو معرفة فكريّة أو أخلاقيّة لما ينبغي أن يكون، ولكن كرجال غيّرهم الربّ وتجلّى فيهم من خلال الألم، وعلى غرار أيّوب، يمكنهم أن يهتفوا: "كُنتُ قد سَمِعتُكَ سَمعَ الأُذُن أَمَّا الآنَ فعَيني قد رَأَتكَ" (42، 5). بدون هذه التجربة التأسيسيّة، كلُّ جهودنا ستقودنا إلى طريق الإحباط وخيبة الأمل.

لقد تمكّنا خلال حياتنا، من التأمّل في كيف أن "مع يسوع المسيح يولد الفرح ويولد دائمًا من جديد"[27]. على الرغم من وجود مراحل مختلفة في هذه التجربة، فإننا نعلم أن الله، أبعد من هشاشتنا وخطايانا، "يسمح لنا بأن نرفع رأسنا ونعاود الكرّة، بحنان لا يخيبنا أبدًا ويستطيع دائمًا أن يعيد إلينا الفرح"[28]. هذا الفرح لا يأتي من جهودنا التطوّعية أو الفكريّة ولكن من الثقة بأن كلمات يسوع لبطرس ما زالت فعّالة: عندما تعود من "الغربلة"، لا تنسى أني "دَعَوتُ لَكَ أَلاَّ تَفقِدَ إِيمانَكَ" (لو 22، 32). الربّ هو أوّل من يصلّي ويناضل من أجلك ومن أجلي. ويدعونا للدخول في صلاته بالملء. قد تكون هناك لحظات ينبغي لنا فيها أن نغوص "في صلاة الجتسماني، التي هي أكثر صلوات يسوع مأساوية وإنسانية (...). هناك توسّل، وحزن، وضيق، ويكاد أن يكون ارتباكًا (مر 14، 33)"[29].

نحن نعلم أنه ليس من السهل أن نقف أمام الربّ، ونترك نظرته تخترق حياتنا، وتشفي قلوبنا الجريحة وتغسل أقدامنا المطبوعة بالدنيويّة التي التصقت بها على الطريق وتمنعنا من السير. في الصلاة، نختبر هشاشتنا المباركة التي تذكّرنا بأننا تلاميذ بحاجة إلى مساعدة الربّ، وتنقذنا من الميل إلى روح التحدّي، روح "الذين لا يثقون إلّا بقوتهم ويشعرون بتفوّقهم على الآخرين لأنهم يتبعون مبادئ معيّنة"[30].

أيها الإخوة، يسوع يعرف أكثر من أيّ شخص آخر جهودنا ونتائجنا، ويعرف كذلك فشلنا وإخفاقاتنا. إنه أوّل مَن يقول لنا: "تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم. اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم" (متى 11، 28- 29).

في صلاة مثل هذه الصلاة نعرف أننا لسنا وحدنا. صلاة الراعي هي صلاة يسكنها كلّ مِن الروح "الذي يصرخ: أبّا، أيّها الآب" (غل 4، 6)، ومِن الشعب الموكل إليه. إن مهمّتنا وهويّتنا تستنيران من هذا الرابط المزدوج.

إن صلاة الكاهن تتغذّى وتتجسّد في قلب شعب الله؛ وتحمل علامات جروحه وأفراحه التي تقوم بصمت أمام الربّ حتى تُمسح بهبة الروح القدس. إنها رجاء الكاهن الذي يثق ويناضل كيما يشفي الربّ هشاشتنا، الشخصيّة منها والجماعية. لكن لا نغفلنّ عن أن المكان الذي يتجسّد فيه قلب الراعي ويجد مكانه فيه إنما هو صلاة شعب الله بالتحديد. وهذا يحرّرنا جميعًا من البحث أو الحصول على أجوبة سهلة وسريعة ومجهزة مسبقًا، فنسمح للربّ بأن يكون هو (وليس وصفاتنا وأولوياتنا) الذي يدلّنا على طريق الرجاء. لا نغفلنّ أن الصلاة، في أصعب أوقات الجماعة الأولى، كما قرأنا في كتاب أعمال الرسل، قد لعبت الدور الأساسي حقًّا.

أيّها الإخوة، نحن ندرك هشاشتنا، نعم؛ ولكن فلنسمح ليسوع بأن يحوّلها وأن يدفعنا باستمرار نحو الرسالة. لا نفقدنّ فرح شعورنا بأننا "خراف" وإدراكنا أنه هو ربّنا وراعينا.

بهدف الحفاظ على شجاعة القلب، من الضروريّ عدم إهمال هذين الرابطين الأساسيّين لهويّتنا: الأوّل، مع يسوع. في كلّ مرّة ننفصل فيها عن يسوع أو نهمل علاقتنا به، يفقد التزامنا رونقه شيئًا فشيئًا وتُجَرّد مصابيحنا من الزيت القادر على إنارة حياتنا (را. متى 25، 1- 13): "اُثبُتوا فيَّ وأَنا أَثبُتُ فيكم. وكما أَنَّ الغُصنَ، إِن لم يَثْبُتْ في الكَرمَة لا يَستَطيعُ أَن يُثمِرَ مِن نَفْسِه، فكذلكَ لا تَستَطيعونَ أَنتُم أَن تُثمِروا إِن لم تَثبُتوا فيَّ. [...] لأَنَّكُم، بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً" (يو 15، 4- 5). وبهذا النحو، أودّ أن أشجّعكم على عدم إهمال المرافقة الروحيّة، بوجود أخ تتحدّثون معه وتتناقشون وتتحادثون وتميّزون مسيرتكم بتمام الثقة والشفافيّة؛ أخٌ حكيم تعيشون معه اختبار التلمذة. ابحثوا عنه، جدوه واستمتعوا بفرح نوال العناية والمرافقة والإرشاد. إنه عضد لا يمكن الاستغناء عنه من أجل عيش الخدمة بإتمام مشيئة الآب (را. عب 10، 9) والسماح للقلب أن ينبض وفيه "الشُّعورُ الَّذي هو أَيضاً في المَسيحِ يَسوع" (فل 2، 5). كم تفيدنا كلمات سفر الجامعة: "إِثْنانِ خَيرٌ مِن واحِد... إِذا سَقَطَ أحَدُهما أَنهَضَه صاحِبُه والوَيلُ لِمَن هو وَحدَه فسَقَط إذ لَيسَ هُناكَ آخر يُنهِضُه" (4: 9-10).

الرابط الأساسيّ الآخر: تنمية الرباط بشعبكم وتوطيده. لا تنعزلوا عن شعبكم أو عن كهنة الجماعة. ولا تنغلقوا في مجموعات مغلقة ونخبويّة. فهذا في النهاية يخنق الروح ويسمّمه. الخادم الشجاع هو خادم "في انطلاق". و"الانطلاق" يقودنا إلى السير "في طليعة الشعب أحيانًا، وأحيانًا في الوسط وأحيانًا في الخلف: في الطليعة، كي نقود الجماعة؛ وفي الوسط كي نشجّعها وندعمها؛ وفي الخلف كي نحافظ على وحدتها بحيث لا يبقى أيّ شخص في الخلف، بعيدًا جدًا، كي نحافظ على وحدتها، وأيضًا لسبب آخر: لأن الشعب له "حدس"! لديه حدس لإيجاد سبل جديدة للمسيرة، لديه "الحس الإيماني" [را. نور الأمم 12]. هل مِن أمرٍ أجمل مِن هذا؟"[31]. يسوع نفسه هو نموذج هذا الخيار التبشيري الذي يدخلنا في قلب الشعب. كم يريحنا أن نراه قريب من الجميع! إن هبة يسوع لنفسه على الصليب، ليس سوى ذروة هذا الأسلوب التبشيريّ الذي ميّز وجوده بالكامل.

أيّها الإخوة، لا يمكن أن يُهدَر ألم الكثير من الضحايا، وألم شعب الله، كما وألمنا. فيسوع هو الذي يحمل بذاته كلّ هذا الثقل على صليبه ويدعونا لتجديد رسالتنا كي نكون قريبين من الذين يعانون؛ كي نكون قريبين، دون خجل، من البؤس الإنساني، ولِما لا، كي نعيشه وكأنه بؤسنا ونجعله إفخارستيا[32]. إن زمننا، الذي يتّسم بجروح قديمة وجديدة، يتطلّب منّا أن نكون صانعي علاقات بشرية وشركة روحيّة، منفتحين، واثقين، ومترقّبين الحداثةَ التي يريد ملكوت الله أن ينشئها اليوم. ملكوت خطأة غُفِرَ لهم، مُرسلين ليشهدوا لعطف الربّ الحيّ والفعّال على الدوام؛ "لأن للأبد رحمته".

 

تسبيح

"تعظّم نفسي الربّ" (لو 1، 46)

  

من المستحيل التحدّث عن الامتنان والتشجيع دون أن نتأمّل بمريم. فهي، الامرأة ذات القلب المثقوب (را. لو 2، 35) تعلّمنا التسبيح القادر على فتح أعيننا للمستقبل وعلى استعادة الرجاء للحاضر. فحياتها كلّها قد لُخِّصَت في نشيد تسبيحها (را. لو 1، 46- 55)، والذي نحن أيضًا مدعوّون لإنشاده كوعد بالملء.

في كلّ مرّة أذهب فيها إلى مزار مريميّ، أحبّ أن "أقضي الوقت ناظرًا إلى الأمّ، وتاركًا الأمّ تنظر إليّ، سائلًا منها ثقة الابن والفقير والبسيط الذي يعرف أن أمّه هناك وأنّه يستطيع أن يستعطي مكانًا في حشاها. وأن أسمع، إذ أنظر إليها، مثلما سمع الهندي خوان دييغو: "ما بالك يا بنيّ، أصغر أبنائي جميعهم؟ ما يحزن قلبك؟ ألست هنا يا ترى، أنا التي يشرّفني أن أكون أمّك؟"[33].

إن النظر إلى مريم هو العودة لأن "نؤمن بقوّة الحنان والعطف الثوريّة. فيها نرى أن التواضع والحنان ليسا فضيلتيّ الضعفاء بل الأقوياء الذين لا يحتاجون إلى سوء معاملة الآخرين كي يشعروا بأهمّيتهم"[34].

إذا بدأت نظرتنا أحيانا بالتصلّب، أو شعرنا أن قوّة اللامبالاة أو الحزن تريد أن تتجذّر وتسيطر على القلب؛ إذا أخذنا نشعر بأن كوننا جزءٌ لا يتجزّأ من شعب الله يزعجنا وبأننا مدفوعون للتصرّف بطريقة نخبويّة... لا نخافنّ من التأمّل بمريم وبترنيم نشيد تسبيحها.

إذا شعرنا في بعض الأحيان بالميل إلى عزل أنفسنا والانغلاق في مشاريعنا، حامين أنفسنا من دروب التاريخ المترّبة على الدوام، أو إذا كانت الشكاوى أو الاحتجاجات أو الانتقادات أو السخرية تسيطر على تصرّفاتنا، مع عدم وجود رغبة في النضال والانتظار والمحبّة... لننظر إلى مريم حتّى تنقّي أعيننا من كلّ "قذى" يمكنه أن يمنعنا من الانتباه واليقظة، كي نتأمّل بالمسيح الذي يعيش وسط شعبه نحتفل به. وإذا رأينا أننا لا نستطيع السير بشكل مستقيم، وأنه يصعب علينا الحفاظ على عزيمة التوبة، فلنلتفت إليه كما التفت إليه كاهن الرعيّة العظيم ذاك –وأيضاً شاعر- من أبرشيتي السابقة، ملتمسًا منه، بشكل شبه متواطئ: "إن وعدي هذا المساء، سيّدتي، صادق. ولكن، لأيّ احتمال، لا تنسي أن تتركي المفتاح من الخارج"[35]. إنها "الصديقة الساهرة دائمًا كي لا ينقص الخمرُ في حياتنا. إنها تلك التي طعن قلبها بحربة، والذي تفهم كلّ الهموم. وبصفتها أمًا للجميع، إنها علامة رجاء للشعوب التي تعاني آلام المخاض إلى أن تولد العدالة ... وبصفتها الأم الحقيقية، إنها تسير معنا وتكافح معنا، وتفيض باستمرار قرب حبّ الله"[36].

أيّها الإخوة، مرّة أخرى، "لا أَكُفُّ عن شُكرِ اللهِ في أَمْرِكم" (أف 16، 1) على تفانيكم ورسالتكم مع اليقين بأن الله يزيل "أصعب الحجارة، التي تتحطّم عليها الآمال والتطلّعات: الموت، والخطيئة، والخوف، والدنيوية. لا ينتهي تاريخ البشرية أمام حجر القبر، لأنه يكتشف اليوم "الحجر الحيّ" (را. 1 بط 2- 4): يسوع القائم من بين الأموات. نحن ككنيسة قد تأسّسنا عليه، وبالتالي حتى عندما نفقد شجاعتنا، عندما نميل إلى الحكم على كلّ شيء وفق إخفاقاتنا، يأتي هو ليجعل كل الأمور جديدة"[37].

ليكن الامتنان هو الذي يُطلِق فينا التسبيح ويشجّعنا مرّة أخرى في رسالة مسح إخوتنا بالرجاء. وفي أن نكون رجالاً يشهدون عبر حياتهم للشفقة والرحمة التي لا يمكن أن ننالها إلّا من يسوع.

ليبارككم الربّ يسوع والعذراء القدّيسة. ومن فضلكم، أطلب منكم ألّا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.

مع أُخُوَّتي،

فرنسيس

روما، قرب القدّيس يوحنّا اللاتيراني، 4 أغسطس/آب 2019

في الذكرى الليتورجيّة لكاهن رعيّة أرس القدّيس


 

[1] را. الرسالة الرسولية سنة اليوبيل (23 أبريل/نيسان 1929): أعمال الكرسي الرسولي 21 (1929)، 312- 313.

[2] كلمة البابا إلى مجلس الأساقفة الإيطاليين (20 مايو/أيار 2019). يمكن أن نجد الأبوّة الروحيّة التي تدفع الأسقف إلى عدم ترك كهنته يتامى، ليس فقط في القدرة على فتح الأبواب أمام جميع كهنته، ولكن في البحث عنهم من أجل الاعتناء بهم ومرافقتهم.

[3] را. القدّيس يوكنا الثالث والعشرون، الرسالة العامة أول ثمار كهنوتنا في الذكرى المئوية الأولى على وفاة كاهن آرس القدّيس (1 أغسطس/آب 1959): أعمال الكرسي الرسولي 51 (1959)، 548.

[4] را. رسالة إلى شعب الله (20 أغسطس/آب 2018).

[5] لقاء مع الكهنة، والرهبان والراهبات، والمكرّسين والإكليريكيين، في سانتياغو-شيلي (16 يناير/كانون الثاني 2018).

[6] را. رسالة إلى شعب الله الذي يسير في تشيلي (31 مايو/أيار 2018).

[7] لقاء مع الكهنة في روما (7 مارس/آذار 2019).

[8] عظة البابا عشية عيد الفصح (19 أبريل/نيسان 2014).

[10] را. خورخي ماريو برغوليو، رسائل المحنة، ميلانو، 2019، ص.  18 (باللغة الإيطالية).

[11] را. كلمة البابا لكهنة رعايا روما (6 مارس/آذار 2014).

[12] رياضة روحية للكهنة، التأمل الأول (2 يونيو/حزيران 2016).

[13] أنطونيو سبادارو، مقابلة مع البابا فرنسيس: مجلة La Civiltà Cattolica عدد 3918 (19 سبتمبر/أيلول 2013)، ص. 462.

[14] الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 137.

[15] را. كلمة البابا لكهنة رعايا روما (6 مارس/آذار 2014.

[16] را. الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 268.

[20] نفس المرجع، 134.

[21] را. خورخي ماريو برغوليو، تأملات حول الرجاء، حاضرة الفاتيكان، 2013، ص. 14.

[22] يوميات كاهن الريف، باريس، 1974، ص. 135؛ را. الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 83.

[23] را. برزنوف، الرسائل، في: فيتو كوترو-ميكال تاديوش شفيمين، الحاجة إلى أبوة، وارسو، 2018، ص. 124.

[24] فنّ تنقية القلب، روما، 1999، ص. 47.

[25] الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 2.

[27] الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 1.

[28] نفس المرجع، 3.

[29] خورخي ماريو برغوليو، تأملات حول الرجاء، حاضرة الفاتيكان، 2013، ص. 26.  

[30] الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 94.

[31] لقاء مع الكهنة، والأشخاص المكرسين، وأعضاء المجالس الرعائية، في أسيزي (4 أكتوبر/تشرين الأول 2013).

[32] را. الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 268- 270.

[33] را. نيكان موبوهوا، 107، 118، 119.

[34] الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 288.

[35] را. أميليو لويس كالوري، Aula Fúlgida.

[36] الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 286.

[37] عظة البابا عشية عيد الفصح (20 أبريل/نيسان 2019).

  



Copyright © Dicastero per la Comunicazione - Libreria Editrice Vaticana